قال الحافظ: وهو الذي يترجح في نظري، ولا أنكر حصول الثواب الجزيل لمن قام لابتغاء ليلة القدر وإن لم يعلم بها، ولو لم توفق له.
الثاني: أنه يناله الأجر الموعود، وإن لم يعلم بها، وهو قول الطبري، والمهلب، وابن العربي، وجماعة، وهو الراجح، ورجح ذلك الإمام ابن عثيمين - رحمه الله -، وقال: وأما قول بعض العلماء أنه لا ينال أجرها إلا من شعر بها فقول ضعيف جدًّا؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:«من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه»، ولم يقل (عالمًا بها)؛ ولو كان العلم شرطًا في حصول الثواب لَبيَّنه النبي - صلى الله عليه وسلم -.اهـ
وأما استدلالهم بقوله - صلى الله عليه وسلم -: «من يقم ليلة القدر فيوافقها»، فمعناه في نفس الأمر، وإن لم يعلم هو ذلك.
جاء ذلك من حديث جابر - رضي الله عنه -، عند ابن خزيمة (٢١٩٠)، وابن حبان (٣٦٨٨)(١)، ومن حديث عُبادة بن الصامت - رضي الله عنه -، عند أحمد (٢)، ومن حديث ابن عباس - رضي الله عنهما -، عند ابن خزيمة (٢١٩٢)، والبزار، (٣) والحديث يرتقي إلى
(١) وفي إسناده: الفضيل بن سليمان، وهو ضعيف. (٢) (٥/ ٣٢٤)، وفيه: بقية بن الوليد، ولم يصرح بالتحديث عن شيخ شيخه، وفيه انقطاع: خالد بن معدان لم يسمع من عبادة. (٣) كما في "كشف الأستار" (١٠٣٤)، وفي إسناده: زمعة بن صالح، وهو ضعيف.