القول الأول: أنه يلزمهما الفدية، وهو قول الجمهور، ومنهم الشافعي، وأحمد، وإسحاق، وأبو حنيفة، وذهب إليه من الصحابة: أنس، وابن عباس، وقيس بن السائب، وأبو هريرة - رضي الله عنهم -، (١) ومن بعدهم من التابعين: عكرمة، وسعيد بن المسيب، وعطاء، وقتادة، وسعيد بن جبير، وغيرهم.
واستدلوا بما يلي:
١) قراءة ابن عباس - رضي الله عنهما -: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ} بمعنى: يتكلفون صومه، قالوا: والآية في القراءة المشهورة: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ} معناها: (يطيقونه بمشقة)، فيتفق معنى القراءتين.
قال الإمام ابن عثيمين - رحمه الله -: وجه الدلالة من الآية أن الله تعالى جعل الفدية
(١) وهذه الأربعة الآثار ثابتة عنهم: أما أثر أنس - رضي الله عنه - فعلقه البخاري في "صحيحه" قبل حديث (٤٥٠٥)، ووصله البيهقي (٤/ ٢٧١) بإسناد صحيح، وكذلك عبد بن حميد كما في "الفتح". وأما أثر ابن عباس - رضي الله عنهما - فأخرجه البخاري (٤٥٠٥)، وعبد الرزاق (٤/ ٢٢١)، والطبري (٣/ ٤٢٥) بأسانيد صحيحة عنه. وأما أثر قيس بن السائب - رضي الله عنه - فأخرجه البيهقي (٤/ ٢٧١) بإسناد حسن. وأما أثر أبي هريرة - رضي الله عنه - فأخرجه البيهقي (٤/ ٢٧١) بإسناد صحيح.