وقلنا: إن اليالي الوتر أرجى؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «التمسوها في الوتر من العشر الأواخر». (١)
وقلنا: إن ليلة سبع وعشرين أرجى؛ لحديث معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنهما -، عند أبي داود (١٣٨٦) بإسناد صحيح، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في ليلة القدر:«هي ليلة سبع وعشرين»، ولكن هذا الحديث الراجح وقفه، رجح ذلك الدارقطني في "العلل"(٧/ ٦٥)، ثم الحافظ في "بلوغ المرام"(٦٨٨)، ثم شيخنا - رحمه الله - في "أحاديث معلة ظاهرها الصحة"(٣٨٨).
وقد كان أُبيُّ بن كعب - رضي الله عنه - يحلف أنها ليلة سبع وعشرين كما في "صحيح مسلم"(٧٦٢)، وجاء عن ابن عباسٍ - رضي الله عنهما - عند أحمد (٢١٤٩)، أن رجلاً قال: يا رسول الله، إني يشق عليَّ القيام، فمرني بليلة لعل الله يوفقني بليلة القدر، فقال:«عليك بالسابعة».
والذي جعلنا لا نعينها في ليلة سبع وعشرين أنه قد ثبت في "الصحيحين"(٢) من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -، أنها وقعت ليلة إحدى وعشرين، وفي "صحيح مسلم"(١١٦٨)، عن عبد الله بن أنيس أنها وقعت في ثلاث وعشرين.
أما كون أرجى الليالي جُمْلَة السبع الأخيرة؛ فلحديث عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -،
(١) أخرجه البخاري (٢٠١٦) (٢٠١٧)، عن أبي سعيد، وعائشة - رضي الله عنها -، وأخرجه مسلم (١١٦٧)، من حديث أبي سعيد - رضي الله عنه -. (٢) أخرجه البخاري (٢٠٢٧)، ومسلم (١١٦٧).