توفي زوجها، فهي لا تدري ما تأتي به الأيام من أمور) هل يعتبر هذا من القدح في عقيدة القضاء والقدر لدى المسلم؟
ج ١: المسلم يؤمن بقضاء الله وقدره، وأن الله كتب رزقه عند نفخ الروح فيه وهو في بطن أمه، وأن رزقه آتيه لا محالة؛ لما ثبت عن عبد الله بن مسعود قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه. إلى قوله: ثم يبعث الله ملكا بأربع كلمات، فيكتب عمله وأجله ورزقه وشقي أو سعيد (١) » الحديث. ولما رواه جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيها الناس اتقوا الله وأجملوا في الطلب، فإن نفسا لن تموت حتى تستوفي رزقها، وإن أبطأ عنها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، خذوا ما حل ودعوا ما حرم (٢) » رواه ابن ماجه في (سننه ج ٢ ص ٧٢٥) ، ورواه ابن حبان في (صحيحه) .
واعتقاد ذلك والإيمان به لا ينافي أن يسعى الإنسان في طلب
(١) أحمد ٢\ ١٦٩، ومسلم ٤\ ٢٠٤٤ برقم (٢٦٥٣) ، والترمذي ٤\ ٤٥٨ برقم (٢١٥٦) ، وابن حبان ١٤\٥ برقم (٦١٣٨) ، والبيهقي في (الأسماء والصفات) ٢\٢٣٣، ٢٣٤ برقم (٧٩٨، ٧٩٩) . (٢) ابن ماجه ٢ \٤٢٥ برقم (٢١٤٤) ، وابن حبان ٨\٣٢، ٣٣- ٣٤ برقم (٣٢٣٩، ٣٢٤١) ، والحاكم ٢\٤، وأبو نعيم في (الحلية) ٣\١٥٦ -١٥٧، والبيهقي ٥\٢٦٤- ٢٦٥.