القدسي يقول الله تعالى: «يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا (١) » ، وقضاء الله وقدره مبني على كمال حكمته وعدله ورحمته وعلمه، وابتلاء بعض عباده بفقد الأولاد أو نقص في الأموال أو مرض في الأبدان- إنما هو ابتلاء وامتحان منه سبحانه، ليتبين من كان صابرا راضيا بقضائه وقدره ممن كان جزوعا متسخطا، قال تعالى:{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ}(٢) ، ثم وعد الصابرين بقوله:{وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ}(٣){الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}(٤){أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}(٥) . فيجب على المسلم أن يكون معظما لله منزها له عن كل ما لا يليق به، موقنا بأنه حكيم عليم، يضع الأشياء في مواضعها {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ}(٦) ، ومن نسب الظلم إلى الله فيما يقضيه الله ويقدره على العبد واعتقد ذلك- فهو كافر كفرا ينقل عن الملة؛ لكونه مكذبا لله فيما أخبر به من نفي الظلم عن نفسه، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
(١) صحيح مسلم البر والصلة والآداب (٢٥٧٧) . (٢) سورة البقرة الآية ١٥٥ (٣) سورة البقرة الآية ١٥٥ (٤) سورة البقرة الآية ١٥٦ (٥) سورة البقرة الآية ١٥٧ (٦) سورة الأنبياء الآية ٢٣