قوله: «من تعلق تميمة (١) » ، أي: علقها متعلقا بها قلبه في طلب خير أو دفع شر.
قال المنذري: خرزة كانوا يعلقونها يرون أنها تدفع عنهم الآفات، وهذا جهل وضلالة، إذ لا مانع ولا دافع غير الله تعالى.
وقال أبو السعادات: التمائم: جمع تميمة، وهي خرزات كانت العرب تعلقها على أولادهم، يتقون بها العين في زعمهم، فأبطلها الإسلام.
قوله: «فلا أتم الله له (٢) » دعاء عليه.
قوله: «ومن تعلق ودعة (٣) » بفتح الواو وسكون المهملة، قال في [مسند الفردوس] الودع: شيء يخرج من البحر يشبه الصدف يتقون به العين.
قوله: «فلا ودع الله له (٤) » بتخفيف الدال: أي: لا جعله في دعة وسكون، قال أبو السعادات: وهذا دعاء عليه.
قوله: وفي رواية: «من تعلق تميمة فقد أشرك (٥) » .
قال أبو السعادات: إنما جعلها شركا؛ لأنهم أرادوا دفع المقادير المكتوبة عليهم، وطلبوا دفع الأذى من غير الله الذي هو دافعه.
قال المصنف رحمه الله تعالى: ولابن أبي حاتم عن حذيفة: أنه رأى رجلا في يده خيط من الحمى فقطعه، وتلا قوله تعالى:{وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ}(٦)
قال ابن أبي حاتم: حدثنا محمد بن الحسين بن إبراهيم بن إشكاب، حدثنا يونس بن محمد، حدثنا حماد بن سلمة عن عاصم الأحول عن عروة قال: دخل حذيفة على مريض، فرأى في عضده سيرا، فقطعه أو
(١) مسند أحمد بن حنبل (٤/١٥٤) . (٢) مسند أحمد بن حنبل (٤/١٥٤) . (٣) مسند أحمد بن حنبل (٤/١٥٤) . (٤) مسند أحمد بن حنبل (٤/١٥٤) . (٥) مسند أحمد بن حنبل (٤/١٥٦) . (٦) سورة يوسف الآية ١٠٦