كتاب من بحوث ماهر الفحل

المصلي عند نزوله من الركوع إلى السجود - ج: 10 - ص: 3

واحتجوا: بما رَوَاهُ عَبْد العزيز بن مُحَمَّد الدراوردي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن

عَبْد الله بن الحسن (١) ، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هُرَيْرَة، قَالَ: قَالَ رَسُوْل الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا سجد أحدكم فلا يبرك كَمَا يبرك البعير، وليضع يديه قَبْلَ ركبتيه)) .

أخرجه أحمد (٢) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (٣) ، وأبو داود (٤) ، والنسائي (٥) ، والطحاوي (٦) ، والدارقطني (٧) ، والبيهقي (٨) ، والحازمي (٩) ، وابن حزم (١٠) ، والبغوي (١١) .

مناقشة الأدلة:

احتج القائلون بالمذهب الأول بحديث وائل بن حجر، وأجاب بعضهم (١٢) عن دليل أصحاب القَوْل الثاني بأن أعله بمجموعة علل مِنْهَا:

إنه معارض (١٣) لحديث وائل بن حجر، وحديث وائل أثبت، قَالَهُ الخطابي (١٤) .

إن حَدِيْث أبي هُرَيْرَة مقلوب، انقلب لفظه عَلَى بعض الرُّوَاة، والصواب فِيْهِ:

((وليضع ركبتيه قَبْلَ يديه)) .

---

(١) هُوَ مُحَمَّد بن عَبْد الله بن الحسن العلوي الهاشمي، أبو عَبْد الله المدني، كَانَ يلقب بـ (النفس الزكية) : ثقة، قتل سنة (١٤٥ هـ‍) في نصف رَمَضَان.
تهذيب الكمال ٦/٣٦٧ (٥٩٢٩) ، والكاشف ٢/١٨٥ (٤٩٤٥) ، والتقريب (٦٠١٠) .
(٢) في مسنده ٢/٣٨١.
(٣) ١/١٣٩.
(٤) في سننه (٨٤١) .
(٥) في الكبرى (٦٧٧) .
(٦) في شرح المعاني ١/٢٥٤.
(٧) في سننه ١/٣٤٤-٣٤٥.
(٨) في سننه ٢/٩٩-١٠٠.
(٩) في الاعتبار: ١٢١.
(١٠) في المحلى ٤/١٢٩.
(١١) في شرح السنة ٣/١٣٣.
(١٢) هُوَ ابن القيم. انظر: زاد المعاد ١/٢٢٣-٢٣١، وحاشيته عَلَى سنن أبي داود ٣/٧٣-٧٥.
(١٣) ومعلوم لدى أهل الْحَدِيْث أن المعارضة أحد ما يعل بها الحَدِيْث مع التساوي ومع عدم إمكان الترجيح، انظر: أثر علل الْحَدِيْث في اختلاف الفقهاء: ١٤٧-١٦٠.
(١٤) انظر: معالم السنن ١/١٧٨.