كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك

التنازع في العمل - ج: 2 - ص: 166

وقولُ الآخرِ:

خالَفَانِي، ولَم أُخالِفْ خَليلَيْـ ... ي فَلا خَيرَ فِي خِلافِ الخَلِيل (١)

وذهب الفراء: إلى أَن العاملين إِذا استويا فِي طلب المرفوع. . فالعمل لهما معًا، فـ (الزّيدون): فاعل بالفعلين، فِي (قام وقعد الزّيدون).

وإِن اختلفا ومطلوب الأول مرفوع. . أضمر مؤخرًا؛ نحو: (ضربني وضرت زيدًا هو)، (وضربني وضربت الزّيدين هما).

واللَّه الموفق

ص:

٢٨٢ - وَلَا تَجِئ مَعْ أَوَّلٍ قَدْ أُهْمِلَا ... بِمُضْمَرٍ لِغَيْرِ رَفْع أوْهِلَا (٢)

---

= الإعراب: جفوني: فعل ماض مبني على الضمة المقدرة على الألف المحذوفة للتعذر، والواو ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل، والنون للوقاية، والياء ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. ولم: الواو حرف عطف، لم: حرف جزم. أجفُ: فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلة من آخره. وفاعله: ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنا. الأخلاء: مفعول به منصوب بالفتحة. إنني: حرف مشبه بالفعل، والنون للوقاية، والياء ضمير متصل مبني في محل نصب اسم إن. لغير: اللام حرف جر، غير: اسم مجرور بالكسرة، والجار والمجرور متعلقان بمهمل، وهو مضاف. جحيل: مضاف إليه مجرور بالكسرة. من: حرف جر. خليلي: اسم مجرور بالكسرة المقدرة، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة لجميل، وهو مضاف، والياء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. مهمل: خبر إن مرفوع بالضمة.
الشاهد: قوله: (جفونى ولم أجف الأخلاء)؛ حيث تنازع العاملان (جفوني) و (لم أجف) معمولًا واحدًا هو (الأخلاء)، فأعمل العامل الثاني لقربه منه، وأضمر في العامل الأول. هذا هو مذهب البصريين، أما الكوفيون فيعملون العامل الأول لأسبقيته في الورود، ولكن أكثر النحاة رجحوا مذهب البصريين.
(١) التخريج: البيت من الخفيف لقائل مجهول، وهو في: التذييل (٣/ ١٥٢)، ومنهج السالك لأبي حيان (١٣٣)، وشرح التسهيل للمرادي (١/ ٥٩٧)، والهمع (٢/ ١٠٩)، والدرر (٢/ ١٤٣).
الشاهد: قوله: "خافاني ولم أخالف خليلي"؛ حيث تنازع العاملان وهما (خالفاني) و (أخالف) معمولًا واحدًا وهو (خليلي)، فأعمل الثاني ونصب المعمول.
(٢) ولا: ناهية. تجئ: فعل مضارع مجزوم بلا الناهية، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أنت. مع: ظرف متعلق بتجئ، ومع مضاف. وأول: مضاف إليه. قد: حرف تحقيق. أهملا: فعل ماض =