وأجيب: بأن الضمير مستتر فِي (تعفق) وهو مفرد فِي النّية، فهو من إِضمار المفرد موضع الجمع.
ومنه حكاية سيبويه:(ضربني وضربت قومَك) بالنّصب كما سبق.
وجعل منه قوله تعالى:{وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ} مع أنه يعود علَى (الأنعام) فهو باعتبار المذكور كما سبق.
وقيل:(الأنعام) تذكر وتؤنث، نقل عن يونس.
وقيل غير ذلك.
ومن مجيء الضّمير باعتبار المذكور أيضًا قولهُ تعالى:{وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ} وَلَم يقل: (منها).
(١) التخريج: صدر بيت من الطويل، وعجزه: لِغَيْرِ جَمِيلٍ مِنْ خَلِيلَيَّ مُهْمل وهو بلا نسبة في الأشباه والنظائر ٣/ ٧٧، ٥/ ٢٨٢، وأوضح المسالك ٢/ ٢٠٠، وتخليص الشواهد ص ٥١٥، وتذكرة النحاة ص ٣٥٩، والدرر ١/ ٢١٩، ٥/ ٣١٨، وشرح التصريح ٢/ ٨٧٤، ومغني اللبيب ٢/ ٤٨٩، والمقاصد النحوية ٣/ ١٤، وهمع الهوامع ١/ ٦٦، ٢/ ١٠٩. اللغة: جفوني: ابتعدوا عني. الأخلاء: جمع خليل، وهو الصديق. المعنى: يقول: إن أصدقائي قد ابتعدوا عني في حين أنني لم أبتعد عنهم، ولا أذكر إلا جميلهم وأتناسى كل قبيح صدر عنهم.