تستعمل "مِن" بمعنى "على" نحو قوله تعالى: {وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا}[الأنبياء: ٧٧]، أي: على القوم.
[١٣ - معنى عن]
تستعمل "مِن" بمعنى "عن" نحو قوله تعالى: {فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ}[الزمر: ٢٢]، أي: عن ذكر اللَّه (١).
خامسًا: إلى:
" إلى" حرف جر، وتستعمل لانتهاء الغاية زمانًا ومكانًا بالاتفاق، مثل: سرت من البصرة إلى الكوفة، ومن الصباح إلى المساء.
وتكون "إلى" لانتهاء الغاية إذا كان صدر الكلام يحتمل الامتداد والانتهاء إلى مكان الغاية أو زمانها.
فإن لم يحتمل ذلك، فينظر: إن أمكن تعليق الكلام بمحذوف دل عليه الكلام فيقدر المحذوف، مثل: بعتُ إلى شهر، فالبيع ناجز لا يحتمل الانتهاء إلى غاية، لكن يمكن تعليقه بمحذوف دل عليه الكلام، وهو: بعتُ وأجّلت الثمن إلى شهر، وإن لم يمكن تعليق الكلام بمحذوف مفهوم ضمنًا، فيكون الأجل واردًا على صدر الكلام، مثل: أنت طالق إلى شهر، فيقع الطلاق عند مضي شهر.
دخول الغاية وعدمه:
اختلف العلماء في دخول المذكور بعد "إلى" فيما قبله، حتى يشمله
= رضي اللَّه عنه مرفوعًا، والجَد: الغنى، أو الحظ، أي: لا ينفع ذا الغنى أو الحظ منه غناه، وإنما تنفعه طاعته والعمل الصالح. (١) مغني اللبيب (١/ ٣٥٣)، رصف المباني ص ٣٢٢، البرهان في علوم القرآن (٤/ ٤١٥)، الإتقان (٢/ ٢٤٧)، الإحكام للآمدي (١/ ٦١)، كشف الأسرار (٢/ ١٩٢)، فواتح الرحموت (١/ ٢٤٤)، أصول السرخسي (١/ ٢٢٢)، الفصول في الأصول (١/ ٩٤)، المحلي والبناني على جمع الجوامع (١/ ٣٦٢)، شرح الكوكب المنير (١/ ٢٤١)، القواعد والفوائد الأصولية ص ١٥٠، أصول الفقه الإسلامي، الزحيلي (١/ ٤٠١).