فأصبح بيان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حجة بتكليف الله تعالى وتفويض منه.
٢ - أمر الله تعالى بطاعة رسوله، والطاعة تفيد الالتزام بأمر المطاع وتنفيذ طلباته (١)، قال تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (٥٦)} [النور: ٥٦].
٣ - ربط الله تعالى محبته باتباع رسوله - صلى الله عليه وسلم -، فقال تعالى:{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ}[آل عمران: ٣١].
قال الآمدي: ومحبة الله واجبة، والآية دلت على أن متابعة النبي - عليه السلام - لازمة لمحبة الله الواجبة (٢).
٤ - قرن الله تعالى طاعته بطاعة رسوله في آيات كثيرة، فقال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ}[النساء: ٥٩] وقال عَزَّ وَجَلَّ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ (٢٠)} [الأنفال: ٢٠] وقال تعالي: {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ}[آل عمران: ٣٢] وجعل طاعة الرسول طاعة له، فقال تعالى:{مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ}[النساء: ٨٠].
فهذه الآيات الكريمة تدل دلالة قاطعة على أن الله تعالى يوجب اتباع رسوله فيما شرعه، وأن الالتزام بطاعة الرسول كالالتزام بطاعة الله، وأن تنفيذ أقوال الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأوامره كتنفيذ أقوال الله تعالى وأوامره والانتهاء عما نهى عنه (٣).
٥ - أمر الله تعالى برد الحكم إلى الله والرسول عند التنازع والاختلاف، فقال تعالى:{فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ}[النساء: ٥٩] , وهذا دليل على وجوب الرجوع إلى حكم الله
(١) الرسالة، للإمام الشافعي: ص ٣٣. (٢) الإحكام في أصول الأحكام، له: ص ١٦٢. (٣) الإحكام، ابن حزم: ١ ص ٨٧.