(يرغب سبحانه عباده في كتابه ويأمرهم بتدبره، والعمل به، والدعوة إليه، ووصفه بالبركة لمن اتبعه وعمل به في الدنيا والآخرة لأنه حبل الله المتين). (١)
قلنا: لا يخفى أن (لعل) محققة الوقوع لأنها من الله، فالرحمة في الدنيا والآخرة لمن اتبع القرآن وعمل به.
[٤ - العمل بالقرآن سبب للشفاعة في الآخرة]
عن النواس بن سمعان الكلبي قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول:" يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به، تقدمه سورة البقرة وآل عمران " وضرب لهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد قال:" كأنهما غمامتان أو ظلتان سوداوان بينهما شرق. أو كأنهما حزقان (٢) من طير صواف تحاجان عن صاحبهما "(٣). فهذا الحديث يبين أن العاملين بالقرآن في الدنيا يشفع لهم القرآن يوم القيامة.
[٥ - العمل بالقرآن سبب لتكفير الذنوب وإصلاح البال]
(١) تفسير ابن كثير (٢/ ٢٨٠). (٢) حزقان: جماعتان، الحزق والحزيقة الجماعة من كل شيء. ابن الأثير في النهاية (١/ ٣٦٤) دار الكتب العلمية. (٣) رواه مسلم كتاب الصلاة باب فضل سورة البقرة ح ١٨٤٣ (١٣٣٨)، الترمذي في فضائل القرآن (٢٨٨٣) باب ما جاء في سورة آل عمران ج٨ ص ١٦١، مسند أحمد (١٦٩٧٩).