لقد أخبرنا القرآن أن النصاري استمعوا له، وتأثروا به، مما دفعهم إلى الإيمان بالرسول - صلى الله عليه وسلم - والدخول في الإسلام، بعدما فاضت أعينهم بالدمع مما عرفو من الحق.
لقد ضرب أولئك القوم المثل الصالح، والقدوة الحسنة، عند استماع القرآن، فلو نظرت إليهم لوجدتهم:
(١) يستدل كثير من دعاة (التنوير) بهذه الآية على أن النصاري أقرب الناس مودة للمسلمين، وهذا استدلال باطل يغني بطلانه عن إبطاله، وإنما مثلهم كمن قرأ قوله تعالى: {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ} و {لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى} واستدل بذلك على ترك الصلاة!! ولكن نقول بإكمال الآيات يتضح المعنى المراد ويزول اللبس والغموض، قال تعالى: {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ * الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ * وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ}، وكذلك في الآيات التي معنا بإكمالها يتضح أن هؤلاء النصاري دفعهم الاستماع للقرآن إلى الإيمان ولذا قالوا {رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ}.