قال الزركشي: والتحقيقُ: أنه مشترَك، يطلق على الصوت، وعلى الغبار، ولا يبعد أن يكونا مرادين؛ يعني في قوله:"ما لم يكنْ نقعٌ أو لقلقةٌ"، لكن حمله على وضع التراب أولى؛ لأنه قرن به اللقلقة، وهي الصوت، فحملُ اللفظين (١) على معنيين أولى من معنى واحد (٢).
سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ:"مَنْ نِيحَ عَلَيْهِ، يُعَذَّبْ بِمَا نِيحَ عَلَيْهِ".
(من نِيح): فعل ماض مبني للمفعول، مكسور الأوّل.
(يعذبْ): -بالجزم-، فـ "من" شرطية، وفيه استعمال الشرط بلفظ الماضي، والجزاء بلفظ المضارع، ولا كلام فيه (٣)، إنّما الكلام في العكس؛ [نحو: "مَنْ يَقُمْ لَيْلَةَ القَدْرِ إِيمانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ
(١) في "ع" و"ج": "اللّفظ". (٢) انظر: "التنقيح" (١/ ٣١٦). (٣) في "ن": "نحو: "من يقم ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، غفر له ما تقدّم من ذنبه"، ويروى بالرفع، فمن موصولة، ولا كلام".