الناسِ مِن كتبهم، فكان يخطئُ، وربما قَلَبَ حديثَ عبد الله العمري يرويها عن عبيد الله بن عمر. قيل له: لعلَّ قد رواها عبيد الله؟ قال: عبيد الله كان أثبت من ذلك. وإذا قرأَ في كتابه كان صحيحًا)) (المعرفة والتاريخ للفسوي ١/ ٤٢٩)، و (الجرح والتعديل ٥/ ٣٩٥ - ٣٩٦).
وقال أبو داود:((سمعتُ أحمدَ -غير مرة- يقول: ((عامة أحاديث الدراوردي عن عبيد الله. أحاديث عبد الله العمري مقلوبة. وربما لم يذكر مقلوبة ولا عامة)).
وقال:((سمعتُه أيضًا يقول: عبد العزيز الدراوردي عنده عن عبيد الله مناكير)) (سؤالات أبي داود ١٩٨).
وقال النسائيُّ -في رواية أخرى عنه-: ((ليس به بأس، وحديثُه عن عبيد الله بن عمر منكرٌ)) (تهذيب الكمال ١٨/ ١٩٤)(١).
وقال أبو العرب:((هو ثقةٌ، ويغلطُ عن عبيد الله بن عمر وغيره كما يغلطُ الناس)) (تمييز ثقات المحدثين، صـ ٥٤).
قلنا: وقد لَخَّص حاله كلٌّ من:
الذهبيِّ؛ فقال: ((حديثُه في دواوين الإسلام الستة، لكن البخاري روى له مقرونًا بشيخ آخر. وبكلِّ حالٍ فحديثُه وحديثُ ابنِ أبي حازمٍ لا ينحط عن
(١) هذا النصُّ بتمامه ذكره أبو العرب الإفريقي، عن محمد بن عبد الله بن عبد الرحيم ابن البرقي، شيخ النسائي، في كتاب (تمييز ثقات المحدثين وضعفائهم، لابن البرقي ١٠٨). وكثيرًا ما يعزو المزي مثل هذه الأقوال للنسائي. وهي بلفظها في كتاب ابن البرقي المذكور. ولعلَّ هذا يَرُد بعض ما وُجد من تعارضات في الأقوال عند النسائي رحمه الله.