المَبْحَثُ الثَّالِثُ: تَلامِذَتُهُ:
(أ): تَنَافُسُ الحُفَّاظِ فِي الرِّحْلَةِ إِلَيْهِ؛ لِعُلُوِّ إِسْنَادِهِ، وَتَفَرُّدِهِ عَلَى أَقْرَانِهِ وَحُفَّاظِ زَمَانِهِ:
قَالَ -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى-: "كَانَ يُقْرَعُ عَلَى بَابِي بِبَغْدَاد، فَأَقُوْلُ مَنْ ذَا: فَيَقُوْلُ: يَحْيىَ بْنُ حَسَّان "نِعْمَ الإِدَام الخَل" (١).
قَالَ الذَّهَبِي فِي "النُّبَلاء" (٢): "كَانَ الدَّارِمِي يُقْصَدُ فِي رِوَايَةِ هَذَا الحَدِيْث؛ لِتَفَرُّدِهِ بِهِ".
وَقَالَ فِي "تَارِيْخِهِ" (٣): "رَحَلَ إِلَيْهِ الحُفَّاظُ مِنَ النَّوَاحِي".
وَقَالَ فِي "التَّذْكِرَة" (٤): "صَاحِبُ "المُسْنَد" العَالِي الَّذِي فِي طَبَقَةِ "مُنْتَخَب مُسْنَد "عَبْدِ بْنِ حُمَيْد".
وَقَالَ الشَّيْخُ المُحَدِّثُ عَبْدُ الحَق الدَّهْلَوِي فِي "لمَعَات التَّنْقِيْح": "كِتَابُ الدَّارِمِي لَهُ أَسَانِيْد عَالِيَة، وَثُلاثِيَّاتُهُ أَكْثُر مِنْ ثُلاثِيَّات البُخَارِي" (٥).
قُلْتُ: جُمِعَتْ ثُلاثِيَّاتُهُ فِي جُزْءٍ لَطِيْفٍ فَبَلَغَتْ خَمْسَةَ عَشَرَ حَدِيْثًا (٦)، وَأَوّلُ
(١) "تَارِيْخ بَغْدَاد" (١٠/ ٣٠).(٢) "النُّبلاء" (١٢/ ٢٣٠).(٣) (١٩/ ١٧٩ - ١٨٠).(٤) (٢/ ٥٣٥ - ٥٣٤).(٥) "الحِطَّة فِي ذِكْرِ الصِّحَاح السِّتّة" (ص: ٤١٠).(٦) وَطُبِعَتْ بِتَحَقْيِق عَلِي رِضَا بْنِ عَبْدِ الله وأَحْمَد البَزَّرَة، وَنَشَرَتْهَا دَارُ المَأْمُوْن للتُّرَاث بِدِمَشْق.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute