وإشعارٍ بعلة دعائهم للمؤمنين في قوله تعالى:{وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا} حيث أخبر بما يتضمن تشريف أهل الإيمان، ويزيدهم رجاء، وهو أن الملائكة الحاملين للعرش ومن حوله، وهم الذين لا ذنوب لهم، يستغفرون للمؤمنين ويسألون الله لهم الرحمة والجنة، وهذا من جملة فوائد الإيمان وفضائله الكثيرة، فالمؤمن بإيمانه تسبَّب لهذا الفضل العظيم. (١)
قال ابن جزي:(إن قيل: ما فائدة قوله {وَيُؤْمِنُونَ بِهِ} ومعلوم أن حملة العرش ومن حوله يؤمنون بالله؟ فالجواب أن ذلك إظهار لفضيلة الإيمان وشرفه). (٢)
وممن استنبط هذه الدلالة من الآية: الزمخشري، وابن عطية، والرازي، والبيضاوي، والنسفي، وابن جزي، والنيسابوري، والقاسمي، والألوسي، وابن عاشور، وغيرهم. (٣)
وهي دلالة صحيحة، والظاهر أن معنى الآية يحتمل هذه الدلالة، كما يحتمل غيرها من الدلائل، إذ في الإخبار عنهم أيضاً بأنهم يؤمنون مع كونه معلوماً في جانب الملائكة فائدة أخرى وهي: التنويه بشأن الإيمان بأنه حال الملائكة، والتعريض بالمشركين أن لم يكونوا مثل أشرف المخلوقات (٤)، والله تعالى أعلم.