وفي الآية أيضاً إشعار بأن الذين يعلمون هم العاملون بعلمهم، إذ عبَّر عنهم أولا بلفظ (القانت)، ثم نفى المساواة بينه وبين غيره، ليكون تأكيداً له، وتصريحاً بأن غير العالم كأن ليس بعالم. (١)
وفي هذا إشارة إلى تحقير العلماء غير العاملين وأنهم عند الله جهلة، وأن من لم يعمل فهو غير عالم، وهذا تنبيه عظيم على فضيلة العلم. (٢)
وممن وافق الخطيب في استنباط هذه الدلالة من الآية: الرازي، والبيضاوي، والنيسابوري، وحقي، والألوسي، والقاسمي، وابن عاشور، وغيرهم. (٣)
ويؤيد هذا الاستنباط قوله صلى الله عليه وسلم:"فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياءلم يورثوا ديناراً ولا درهماً وإنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر". (٤)
وقوله صلى الله عليه وسلم:«فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم»(٥)
وإنما كان المطيع هو العالم كما هي دلالة الآية؛ لأن علمه هو الذي دلَّه، وقوَّمه، فرسخ في قلبه وتأصَّل، وظهر أثره عليه ظاهراً وباطناً حتى لا يمكنه مخالفته واتباع هواه. (٦)