قال الخطيب الشربيني - رحمه الله -: (قوله تعالى: {وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا} فيه دليل على أن الذبيح غيره). (١)
وجه الاستنباط:
أن الامتحان بذبحه لا يصح مع علمه بأنه سيكون نبياً.
الدراسة:
استنبط الخطيب من الآية دلالتها باللازم على كون الذبيح غير إسحاق - عليه السلام - لأنه تعالى ذكر البشارة الأولى بقوله {فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (١٠١) فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ} فذكر قصة الذبيح بتمامه، ثم قال بعد ذلك:{وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ} فدلَّ أنه كان غير إسحاق، لأن البشارة بإسحق بعد، معطوفة على البشارة بهذا الغلام.
وممن استنبط هذه الدلالة من الآية: البيضاوي، وأبوحيان، وابن القيم، وابن كثير، والسيوطي، وابن عاشور، والشنقيطي وغيرهم. (٢)
(١) السراج المنير (٣/ ٤٦٩) (٢) ينظر: أنوار التنزيل (٥/ ١٦)، والبحر المحيط (٩/ ١١٩)، وتفسير القرآن العظيم (٧/ ٢٧)، والإكليل في استنباط التنزيل (١/ ٢١٨)، والتحرير والتنوير (٢٣/ ١٦١)، وأضواء البيان (٦/ ٣١٧)