قال الزمخشري:(وهذا تحذير من وخامة عاقبة الظلم لكل أهل قرية ظالمة من كفار مكة وغيرها، بل لكل من ظلم غيره أو نفسه بذنب يقترفه، فعلى كل من أذنب أن يحذر أخذ ربه الأليم الشديد، فيبادر التوبة، ولا يغتر بالإمهال). (١)
وقال الرازي مؤيداً هذه الدلالة:(واعلم أن هذه الآية تدل على أن من أقدم على ظلم فإنه يجب عليه أن يتدارك ذلك بالتوبة والإنابة، لئلا يقع في الأخذ الذي وصفه الله تعالى بأنه أليم شديد، ولا ينبغي أن يُظن أن هذه الأحكام مختصة بأولئك المتقدمين، لأنه تعالى لما حكى أحوال المتقدمين قال:{وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ} فبيّن أن كل من شارك أولئك المتقدمين في فعل ما لا ينبغي، فلا بد وأن يشاركهم في ذلك الأخذ الأليم الشديد). (٢)
وممن استنبط هذه الفائدة غيرهما: البيضاوي، والنسفي، والخازن، والنيسابوري، وأبو السعود، وحقي، والألوسي، والقاسمي، وغيرهم. (٣)
وعلى هذا ففي الآية إشعار بأنهم أُخذوا بظلمهم، وإعلام بسنته تعالى التي لا تتبدل في أخذ الظالمين، وإنذار كل من ظلَم نفسه أو غيره، من سوء وبال هذه العاقبة، وهي إشارة حسنة، والله تعالى أعلم.