قال الله تعالى:{وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ}[آل عمران: ١٣٣]
قال الخطيب الشربيني - رحمه الله -: (قوله تعالى {أُعِدَّتْ} أي: هيئت
{لِلْمُتَّقِينَ} لله بعمل الطاعات وترك المعاصي، وفي ذلك دليل على أنّ الجنة مخلوقة الآن). (١)
وجه الاستنباط:
أن المعدوم لايقال له:(أُعِدّ) فهو مُعَد.
الدراسة:
استنبط الخطيب من الآية بدلالة اللازم من الآية أن الجنة مخلوقة موجودة الآن؛ لأنه تعالى قال {أُعِدَّتْ} بصيغة الماضي، والماضي يدل على وجود الشيء، وقد تقدم الكلام عن هذه الدلالة عند قوله تعالى {أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ}[البقرة: ٢٤]. (٢)
فقوله تعالى {أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} وقوله سبحانه {أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ}[آل عمران: ١٣١] وغيرهما من الآيات، تدل على أن الجنة والنار مخلوقتان كما دلت عليه
(١) السراج المنير ١/ ٢٨٣. (٢) ينظر: الاستنباط رقم (٧).