قال الإمام أحمد (١): حدثنا هيثم بن خارجة: أنبأنا إسماعيل بن عياش عن عبد الله بن دينار البهراني قال: قال عيسى ﵇ للحواريين: «بحق أقول لكم: إن حلاوة الدنيا مرارة الآخرة، وإن مرارة الدنيا حلاوة الآخرة، وأن عباد الله ليسوا بالمتنعمين.
بحق أقول لكم: إن شركم عملًا عالم يحب الدنيا ويؤثرها على الآخرة، إنه لو يستطيع جعل الناس كلهم في عمله مثله».
وقال أحمد (٢): حدثنا يحيى بن إسحاق، قال: أخبرني سعيد بن عبد العزيز عن مكحول قال: قال عيسى ابن مريم ﵇: «يا معشر الحواريين أيكم يستطيع أن يبني على موج البحر دارًا؟» قالوا: يا روح الله ومن يقدر على ذلك؟ قال:«إياكم والدنيا فلا تتخذوها قرارًا».
وفى كتاب «الزهد» لأحمد (٣) أن عيسى ابن مريم ﵇ كان يقول: «بحق أقول لكم: إن أكل الخبز وشرب الماء العذب ونومًا على المزابل مع الكلاب كثير لمن يريد أن يرث الفردوس».
وفى «المسند» عنه ﷺ: «إن الله ضرب طعام ابن آدم مثلًا للدنيا وإن قَزَّحَهُ
(١) في «الزهد» (٤٨٥) وإسناده ضعيف لضعف عبد الله بن دينار وللانقطاع بينه وبين عيسى ﵇. (٢) في «الزهد» (٣٢٥) وإسناده حسن إلى مكحول، ويحيى بن إسحاق هو أبو بكر السيلحيني وثقه أحمد وغيره. (٣) وإسناده ضعيف؛ للانقطاع الذي بين عمر بن عمرو وابن عمر ﵄. وثم علل أخر.