والصَّواب، ولكنَّ العقول الخفَّاشيَّة محجوبةٌ بضعفها عن إدراكها، كما أنَّ الأبصار الخفَّاشيَّة محجوبةٌ بضعفها عن ضوء الشمس، وهذه العقولُ الصِّغارُ (١) إذا صادفها الباطلُ جالت فيه وصالت، ونطقت وقالت، كما أنَّ الخفَّاش إذا صادفه ظلامُ الليل طار وسار.
وتأمَّل حكمتَه تعالى في مَسْخ مَنْ مُسِخ من الأمم في صُوَرٍ مختلفةٍ مناسبةٍ لتلك الجرائم؛ فإنهم لما مُسِخَت قلوبهم وصارت على قلوب تلك الحيوانات وطباعها اقتضت الحكمةُ البالغةُ أن جُعِلت صورُهم على صورها؛
(١) (ت): «الضعفاء». ولعلها: «الضعيفة» أو «الضعاف». (٢) البيت لابن الرومي، في ديوانه (١/ ١٥٧)، و «التمثيل والمحاضرة» (٣٧٤)، وغيرهما. وروايةُ الشطر الثاني في «الديوان» وغيره: * ولاءمها قِطْعٌ من الليل غيهبُ * (٣) (ق، ن، ت، د): «تنويع جرائمهم».