وقولُه تعالى: {وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (١٢٤) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا} اختُلِف فيه: هل هو مِن عمى البصيرة أو مِن عمى البصر؟ (٢).
والذين قالوا: هو مِن عمى البصيرة، إنما حملهم على ذلك قولُه:{أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا}[مريم: ٣٨]، وقولُه:{لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ}[ق: ٢٢]، وقولُه تعالى: {يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى
(١) انظر لمبحث العذر بالجهل في مسائل الاعتقاد عند المصنف: «طريق الهجرتين» (٩٠١)، و «الروح» (٢٩٤، ٣٧٤، ٤٥٤)، و «إعلام الموقعين» (٢/ ١١٩)، و «مدارج السالكين» (١/ ٩، ٣/ ٤٨٩)، وفهرس العقيدة آخر الكتاب. (٢) انظر: «بصائر ذوي التمييز» (٤/ ٣٠١)، و «المفردات» للراغب (٥٨٨)، و «البرهان» للزركشي (٤/ ١٧٠)، وما سيأتي (ص: ٣٠٧).