الوجه الحادي والأربعون بعد المئة: أنَّ الله سبحانه أخبر أنه يجزي المحسنين أجرَهم بأحسن ما كانوا يعملون، وأخبر سبحانه أنه يجزي على الإحسان بالعلم؛ وهذا يدلُّ على أنه من أحسن الجزاء.
* وأما المقامُ الثاني؛ ففي قوله تعالى:{وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ}[يوسف: ٢٢].
قال الحسن: «من أحسنَ عبادةَ الله في شبيبته لقَّاهُ الله الحكمةَ في شَيبته (١)، وذلك قولُه:{وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ}» (٢).
ومن هذا قولُ بعض العلماء:«تقولُ الحكمة: من التمسني فلم يجدني فليعمل بأحسن ما يعلم، وليترك أقبحَ ما يعلم، فإذا فعل ذلك فأنا معه وإن لم يعرفني»(٣).
(١) (د): «شيبه». «عيون الأخبار»: «سنه»، تحريف. (ح، ن) و «المجالسة»: «عند كبر سنه». «الموضح»: «في بلوغ أشده». والأثر ساقط من (ت). (٢) «عيون الأخبار» (٢/ ١٢٢). وهو مصدر المصنف. وأخرجه الخطيب في «الموضح» (٢/ ٢٥٣)، والدينوري في «المجالسة» (٣١٥، ٢٥٩٧). (٣) «عيون الأخبار» (٢/ ١٢٢). وأخرج نحوه أبو نعيم في «الحلية» (٥/ ٢٥١) عن يونس بن ميسرة.