وقد كان تصوُّر هذا المذهب على حقيقته كافيًا في العلم ببطلانه وأن لا يُتكلَّف ردُّه، ولهذا رَغِبَ عنه فحولُ الفقهاء والنُّظَّار من الطَّوائف كلِّهم:
* فأطبق أصحابُ أبي حنيفة على خلافه، وحَكَوه عن أبي حنيفة نصًّا (١).
* واختاره من أصحاب أحمد: أبو الخطَّاب (٢)، وابن عقيل (٣)، وأبو يعلى الصَّغير (٤)، ولم يقل أحدٌ من متقدِّميهم بخلافه، ولا يمكنُ أن يُنقَل عنه (٥) حرفٌ واحدٌ موافقٌ للنُّفاة.
(١) انظر: «تخريج الفروع على الأصول» للزنجاني (٢٤٥)، و «تيسير التحرير» (١/ ٣٨٣، ٢/ ١٥٠)، و «البحر المحيط» (١/ ١٤١، ١٤٦)، و «درء التعارض» (٧/ ٤٥٧، ٩/ ٤٩، ٦٢)، و «النبوات» (٦٧٥)، و «الجواب الصحيح» (٢/ ٣٠٩)، و «الأصفهانية» (٧٠٤). (٢) محفوظ بن أحمد الكلوذاني (ت: ٥١٠). وهو يوافق المعتزلة في الإيجاب العقلي في العِلميَّات، واستحقاق عذاب الآخرة بمجرد مخالفته. انظر كتابه: «التمهيد» (٤/ ٢٨٧، ٢٩٥)، و «العدة» لأبي يعلى (١٢٥٧)، و «الجواب الصحيح» (٢/ ٢٩٦، ٣١١)، و «درء التعارض» (٩/ ٥٩)، وما سيأتي (ص: ١١٢١). (٣) أبو الوفاء (ت: ٥١٣). وظاهر كلامه في «الواضح» (٥/ ٢٥٩، ٢٦٩) نفيُ التحسين والتقبيح. وهو المنقول عنه. انظر: «المسودة» (٨٦٧)، و «درء التعارض» (٧/ ٤٥٧)، و «نقض التأسيس» (١/ ٢١٤)، و «النبوات» (٦٧٥). (٤) محمد بن القاضي أبي خازم بن شيخ المذهب القاضي أبي يعلى بن الفراء (ت: ٥٦٠). انظر: «السير» (٢٠/ ٣٥٣)، و «المقصد الأرشد» (٢/ ٥٠٠). وله كتابٌ في أصول الدين. انظر: «نقض التأسيس» (١/ ٢٠١). (٥) أي: عن الإمام أحمد. وانظر: «المعتمد» للقاضي أبي يعلى (٢١)، و «العدة» (١٢٥٩)، و «التمهيد» لأبي الخطاب (٤/ ٢٩٥)، و «درء التعارض» (٩/ ٥١)، و «الأصفهانية» (٧٠٤). وفي (ط): «ينقل عنهم» أي متقدمي أصحاب أحمد.