وأمَّا ريحُ العذاب، فإنه ريحٌ واحدةٌ تُرسَلُ من وجهٍ واحدٍ لإهلاك ما تُرسَلُ بإهلاكه، فلا تقومُ لها ريحٌ أخرى تقابلُها، وتكسِرُ سَوْرتها، وتدفعُ حدَّتها، بل تكونُ كالجيش العظيم الذي لا يقاومُه شيء، يدمِّرُ كلَّ ما أتى عليه.
وتأمَّل حكمةَ القرآن وجلالتَه وفصاحتَه كيف اطَّرد هذا فيه في البرِّ، وأمَّا
(١) انظر: «أسماء الريح» لابن خالويه، و «التلخيص» لأبي هلال العسكري (١/ ٤٢٦)، و «الأنواء» لابن قتيبة (١٥٨)، و «الأزمنة والأمكنة» (٢/ ٧٤). (٢) (ت): «تسدده». (٣) أي: تخفِّفُ حدَّتها.