وبقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ الله ممكِّنٌ لكم في الأرض ومستخلفُكم فيها، فناظرٌ كيف تعملون؛ فاتقوا الدنيا واتقوا النساء»(٣).
واحتجُّوا بقول الراعي يخاطبُ أبا بكر الصدِّيق (٤) رضي الله عنه:
(١) انظر: «زهر الآداب» (١/ ٣٢٨)، و «التدوين» للرافعي (٤/ ٧٨). (٢) انظر: «نقض التأسيس» (٦/ ٥٨٩ ــ ٦١١)، و «معجم المناهي اللفظية» (٢٥٢). (٣) أخرجه بنحوه مسلم (٢٧٤٢) من حديث أبي سعيد الخدري. (٤) «الصديق» ليست في (د). وهذا وهمٌ غريب. فالبيتان من لاميَّةٍ طويلة للراعي النميري (ت: ٩٢) يمدحُ فيها عبد الملك بن مروان، ويشكو من السُّعاة (الذين يأخذون الزكاة مِنْ قِبَل السُّلطان)، وهي من مشهور شعره وجيِّده، وكان يعتزُّ بها، وقد حَفِظَتها مجاميعُ الشِّعر بتمامها. انظر: «منتهى الطلب» (٦/ ٥)، و «أمالي المرزوقي» (٤٧٠)، وديوانه المجموع (٥٨). والراعي يَصْغُر عن إدراك زمن أبي بكرٍ شاعرًا، وإنما هو من شعراء دولة بني أمية. ولعلَّ ذِكر الزكاة في الأبيات هو سبب الوهم؛ لمنع المرتدِّين لها على عهد الصدِّيق رضي الله عنه.