ولهذا قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «لا تسمُّوا العنبَ: الكَرْم؛ فإنَّ الكَرْمَ قلبُ المؤمن»(٤)، فإنهم كانوا يسمُّون شجرَ العنب:«الكَرْم»؛ لكثرة منافعه وخيره، والكَرْمُ كثرةُ الخير والمنافع (٥)، فأخبرهم أنَّ قلبَ المؤمن أولى بهذه التسمية؛ لكثرة ما فيه من الخير والبرِّ والمنافع (٦).
* وقولُه:«فخيرُها أوعاها»؛ يرادُ به أسرعُها وعيًا، وأكثرها وعيًا، وأثبتُها وعيًا، ويرادُ به أيضًا أحسنُها وعيًا. فيكونُ حُسْنُ الوعي ــ الذي هو إيعاءٌ (٧)
(١) أخرجه أحمد في «الزهد» (٣٢٣)، ومن طريقه أبو نعيم في «الحلية» (٦/ ٢٨٨) عن مالك بن دينار. (٢) «مجمع الأمثال» (٢/ ١٦٢). (٣) انظر: «إعلام الموقعين» (١/ ١٥٢) , و «الوابل الصيب» (١٣٣) , وما تقدم (ص: ١٦٥). (٤) أخرجه البخاري (٦١٨٣)، ومسلم (٢٢٤٧) عن أبي هريرة. (٥) (ق): «والكروم كثيرة الخير والمنافع». قراءة محتملة. والمثبت أشبه. (٦) انظر: «زاد المعاد» (٢/ ٣٤٨ , ٤٦٨ , ٤/ ٣٦٩) , و «تهذيب السنن» (١٣/ ٢١٧). (٧) أوعى الشيءَ إيعاءً: حَفِظَه. «اللسان» (وعى).