وسواءٌ كان المعنى: أنا ومن اتبعني على بصيرةٍ وأنا أدعو إلى الله، أو المعنى: أدعو إلى الله على بصيرة (١)؛ فالقولان (٢) متلازمان؛ فإنه لا يكون من أتباعه حقًّا إلا من دعا إلى الله على بصيرة، كما كان متبوعُه - صلى الله عليه وسلم - يفعل (٣).
فهؤلاء خلفاءُ الرسل حقًّا، وورثتُهم دون الناس، وهم أولو العلم الذين قاموا بما جاء به: علمًا وعملًا، وهدايةً وإرشادًا، وصبرًا وجهادًا، وهؤلاء هم الصدِّيقون، وهم أفضلُ أتباع الأنبياء، ورأسُهم وإمامُهم الصِّدِّيق الأكبر أبو بكرٍ رضي الله عنه.
(١) أي: ومن اتبعني يدعو كذلك. (٢) (د، ح، ن): «والقولان». وسقطت من (ت، ق) مع ما بعدها إلى كلمة «بصيرة»؛ لانتقال النظر. (٣) انظر: «مدارج السالكين» (٢/ ٤٨٢)، و «الصواعق المرسلة» (١/ ١٥٥)، و «جلاء الأفهام» (٥٨١)، و «رسالة ابن القيم إلى بعض إخوانه» (٢٥)، وما سيأتي من الكتاب (ص: ٤٣٤).