وهو نورُ القرآن والإيمان الذي أعطاه إياه، كما قال في آخر الآية:{نُورٌ عَلَى نُورٍ} يعني: نورَ الإيمان على نور القرآن، كما قال بعضُ السلف:«يكادُ المؤمنُ ينطقُ بالحكمة وإن لم يسمع فيها بالأثر، فإذا سمعَ فيها بالأثر كان نورًا على نور»(٢).
وقد جمعَ اللهُ سبحانه بين ذكر هذين النُّورَين ــ وهما: الكتابُ، والإيمان ــ في غير موضعٍ من كتابه، كقوله:{مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا}[الشورى: ٥٢].
وقال في آية النور:{نُورٌ عَلَى نُورٍ}، وهو نورُ القرآن على نور الإيمان (٣).
وفي حديث النوَّاس بن سمعان رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ الله
(١) لم أقف عليه مسندًا. ونقله ابن تيمية في «الجواب الصحيح» (٣/ ١٤٥، ٣٦٨، ٤/ ٣٢٢)، والقرطبي في تفسيره (١٢/ ٢٦٠)، وغيرهما.
وانظر: «الوابل الصيب» (١١٩) والتعليق عليه. (٢) ورد بمعناه عن ابن عباس عند الطبري في «التفسير» (١٩/ ١٨٢)، والبيهقي في «الأسماء والصفات» (١/ ٢٠١) من رواية علي بن أبي طلحة عنه. (٣) (ق): «وهو نور الإيمان على نور القرآن».