لقدْ كانَ ابنُ دريدٍ (ت:٣٢١) ـ على سَعَةِ اطِّلاعِهِ على معاني الألفاظِ في لغةِ العربِ ـ مُكثراً في نسبِ التَّفسيرِ لغيره على سبيل الإبهامِ في المفسِّرِ، مما يُشعِرُ بتهيُّبه من التَّفسيرِ، ولذا يوردُ مثلَ عبارةِ:«وكذا فُسِّرَ في التَّنْزيلِ»(١) وما شابهها، ولا ينسبُ التَّفسيرَ إلى نفسِه.
ومن أمثلةِ ذلكَ:
* قال:«والصُّدْفَانِ: جانبا الشِّعْبِ من الجَبَلِ، وكذا فُسِّرَ في التَّنْزيلِ»(٢).
* وقال:«والفرشُ من الإبلِ: صغارُها التي لا يُحْمَلُ عليها، والواحدُ والجمعُ فيه سواءٌ، وكذا فُسِّرَ في التَّنْزيلِ في قوله جلَّ وعزَّ:{حَمُولَةً وَفَرْشًا}[الأنعام: ١٤٢]، والله أعلم»(٣).
كما تجده ينسبُ إلى أبي عبيدة (ت:٢١٠) كثيراً من تفسيرِ ألفاظِ القرآنِ، إلاَّ أنه يُشعرُك في بعض ما ينقله عنه عدم الرضا بتفسيرِه، ويصرحُ لك حيناً بعدم قبوله، ومن ذلك:
(١) جمهرة اللغة (١:٢٨٩). (٢) جمهرة اللغة (٢:٦٣٧). (٣) ينظر: (١:٧٩، ٨١، ٨٤)، (٢:٦٢٨، ٦٥٤، ٦٥٥، ٧٨٢، ٧٨٤). (٤) جمهرة اللغة (٢:٦٥٥). (٥) جمهرة اللغة (٢:٧٢٩).