وقدْ يُتبعُ تفسيرَه اللُّغويَّ للَّفظةِ بذكرِ معناها في الآيةِ على جهةِ تفسيرِ المعنى المرادِ بها في الآيةِ، لكنه قليلٌ جداً، ومنْ ذلكَ قوله:«الدَّعُّ: دفعٌ في جفوةٍ، وفي التَّنْزيلِ العزيزِ:{فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ}[الماعون: ٢]؛ أي: يُعَنِّفُ به عنفاً شديداً ودفعاً وانتهاراً؛ أي: يدفعُه حَقَّهُ وصِلَتَهُ»(٢).
ففي هذا المثال تراه بينَ المعنى المرادَ بالآيةِ بعد ذِكْرِه المعنى اللُّغويَّ للَّفظةِ، وكأنه يريدُ أنْ يقولَ: إن الدَّعَّ ـ وإنْ كانَ في اللُّغةِ بمعنى الدفعِ ـ يدخلُ فيه منعُ حقِّ اليتيمِ وصلتِهِ، والله أعلم.
ثانياً: الاستشهاد بالشعر على معنى اللفظة القرآنية:
لقدْ كانَ الاستشهادُ بالشعرِ قليلاً في كتابِ العينِ، إذا ما قِيسَ بالكلماتِ القرآنيَّةِ التي أوردَ بيانَ معناها في لغةِ العربِ، ومن أمثلةِ الاستشهادِ بالشِّعرِ ما يأتي:
١ - قال:«وكُبْرُ كلِّ شيءٍ: عُظْمُه، وقولُه عزّ وجل:{وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ}[النور: ١١] يعني عُظْمَ هذا القَذْفِ. ومن قرأ: «كِبْرَهُ»(٣) يعني: إثمَه وخِطْأَهُ. قال علقمة (٤):
(١) كتاب العين (٦:١٤٣). (٢) كتاب العين (١:٨٠). وينظر: (١:٢٦٠)، (٧:٤٤، ١٠٨، ٢٠٤). (٣) القراءة المتواترة بكسر الكاف، والأخرى بضم الكاف، قال ابن جني: «ومن ذلك قراءة أبي رجاء وحميد ويعقوب وسفيان الثوري وعمرة بنت عبد الرحمن وابن قطيب: {كِبْرَهُ} بضم الكاف. قال أبو الفتح: من قرى كذلك أراد عُظْمَهُ، ومن كسر فقال: {كِبْرَهُ} أراد: وِزْرَه وإثمه، قال قيس بن الخطيم: تَنَامُ عَنْ كُبْرِ شَأنِهَا فَإذَا ... قَامَتْ تَكَادُ تَنْغَرِفُ (٤) ديوانه، بشرح الأعلم الشنتمري، تحقيق: حنا نصر (ص:٧٩).