قَالَ الرَّافِعِيُّ: قَسَّم الشَّافِعَيُّ -رضي الله عنه- العَطَايَا، فقال: تبرُّع الإنسان على الغَيْر بمالِهِ ينقسم إلَى منَجَّزٍ في الحياة، وإلَى معلَّقٍ بالمَوْت.
والثاني: هو الوصيَّةُ، والأوَّل: ضَرْبَانِ:
أحدُهما: تمليكٌ محْصنٌ؛ كالهباتِ والصَّدَقَات.
والثاني: الوقْفُ (١) -وهو مقصود الباب- وُيسَمَّى وقْفاً؛ لما فيه من وَقْف، المال
(١) فهو لغة: الحبس، مصدر وقفت أقف: حبست. قال عنترة: وَوقَفَتْ فيْهَا نَاقَتِي فَكَأَنَّهَا ... فدق لأقضي حاجة المتلوم فمن الموقف؛ لأن الناس يوقفون أي: يحبسون للحساب، وهو أحدها جاء على "فعلة مفعل"، يأتي لازماً ومتعدياً، ويجتمعان في قول القائل: وقفت زيداً، أو الحمار فوقف، وأما أوقفة بالهمز، فلغة رديئة. وقال أبو الفتح بن جني: أخبرني أبو علي الفارسي عن أبي بكر عن أبي العباس عن أبي عثمان المازني قال: يقال: وقفت داري وأرضي، ولا يعرف "أوقفت" في كلام العرب. وقال الجوهري: وليس في الكلام أوقفت إلا حرفاً واحداً، "أوقفت على الأمر الذي كنت =