وعن ابن عباس: حضركم (٣). وقال ابن قتيبة: تبعكم (٤).
وقال الزجاج: معناه في اللغة: ركبكم وجاء بعدكم (٥).
ومعنى الآية: أن الله تعالى أمر نبيه -عليه السلام- أن يقول للذين يستعجلون العذاب: إن بعض ما تستعجلون من العذاب قد دنا لكم.
قال المفسرون: فكان بعض الذي دنا لهم القتل ببدر، وسائر العذاب لهم فيما بعد الموت (٦). ثم ذكر فضله في تأخير العذاب؛ فقال:
= وتأكيد، كقوله: {رَدِفَ لَكُمْ} [النمل: ٧٢] .. وقال بعضهم: إنها لام أجل؛ والمعنى: هم لأجل ربهم {هُدًى} لا رياء ولا سمعة. (١) قال الواحدي في تفسير هذه الآية: فأما اللام في قوله: [رُّؤْيَا] فقال أحمد بن يحيى: أراد: إن كنتم للرؤيا عابرين، وإن كنتم عابرين للرؤيا، تسمى هذه اللام لام التعقيب؛ لأنها عقبت الإضافة المعنى: إن كنتم عابري الرؤيا. وقال ابن الأنباري: دخلت اللام مؤكدة مفيدة معنى التأكيد. وقيل: إنها أفادت معنى: إلى، وكأن ملخصها: إن كنتم توجهون العبارة إلى الرؤيا. ثم أحال على سورة الأعراف [١٥٤] في قوله تعالى: {لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ}. (٢) "تفسير مجاهد" ٢/ ٤٧٥، وأخرجه ابن جرير ٢٠/ ١٠، بلفظ: أعجل لكم، وبلفظ: أزف. وذكر الهواري ٣/ ٢٦٣، عن مجاهد: اقترب لكم. وأخرجه كذلك ابن أبي حاتم ٩/ ٢٩١٧. (٣) "تفسير الثعلبي" ٨/ ١٣٤ ب. (٤) "غريب القرآن" لابن قتيبة ٣٢٦. (٥) في "مجاز القرآن" ٢/ ٩٦: جاء بعدكم. (٦) "تفسير مقاتل" ٦٢ أ، بنصه. و"تفسير الثعلبي" ٨/ ١٣٤ ب، ولم ينسبه. وذكر الهواري ٣/ ٢٦٣، عن الحسن: بعض الذي تستعجلون من عذاب الله، يعني: قيام الساعة التي يهلك الله بها آخر كفار هذه الأمة.