مظفور به. وكل شيء غاب عنك ثم تَتَبَّعْته طالبًا له قلت: تَفَقَّدته، بُنِي على: تفعل؛ لأنه تكلف الطلب، كما تقول: تعرفتُ الشيء إذا تتبعتَه تطلب معرفته.
والطير: اسم جامع، والواحد طائر (١). والمراد بالطير هاهنا: جنس الطير وجماعتها، وكانت تصحبه في سفره تظله بأجنحتها (٢). فقال:{مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُد} هذا استفهام عن حال نفسه. والمراد به الاستفهام عن حمال الهدهد. على تقدير: ما للَّهدهد لا أراه، ولكنه من القلب الذي يوضحه المعنى. تقول العرب: ما لي أراك كئيبًا؟ معناه: مالَك (٣)؟ والهُدهُد: طير معروف، وهَدْهَدتُه صوتُه (٤).
قال مجاهد: سُئل ابن عباس كيف تفقد سليمان الهدهد من بين الطير؟ قال: إن سليمان نزل منزلًا ولم يَدرِ ما بُعد الماء، وكان الهدهد مهتديًا، فأراد أن يسأله عنه. قال: قلت كيف يكون مهتديًا والصبي يضع له الحِبَالَة (٥) فيصيده؟! قال: إذا جاء القدر حال دون البصر (٦).
(١) "تهذيب اللغة" ١٤/ ١١ (طار). (٢) أخرجه ابن أبي حاتم ٩/ ٢٨٦٠، عن سعيد بن جبير، وعبد الله بن شداد، والسدي. وأخرجه ابن جرير ١٩/ ١٤٤، عن ابن عباس. وأخرجه الحاكم ٢/ ٤٤٠، عن ابن عباس، كتاب التفسير، وقال: على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. (٣) "تفسير الوسيط" ٣/ ٣٧٣، ولم ينسبه. وذكر نحوه أبو علي، "المسائل الحلبيات" ١٥٢. (٤) "تهذيب اللغة" ٥/ ٣٥٣ (هد). وذكره القرطبي ١٣/ ١٧٨، ولم ينسبه. (٥) الحِبَالَة: جمع الحَبْل، يقال: حَبَل وحِبال، وحِبالة، والحَبْل: مصدر حَبَلت الصسِد واحتبلته: إذا نَصبت له حِبالَة فنَشِب فيها وأخذته. انظر: "تهذيب اللغة" ٥/ ٧٩. (٦) ذكر نحوه الهواري ٣/ ٢٥٠، ولم ينسبه، وفيه تعيين السائل، وهو: نافع الأزرق. =