وقرئ: ظلل، وذكرنا معناها عند قوله:{فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ}[البقرة: ٢١٠](١). وتفسير الأرائك مذكور في سورة الكهف (٢).
قال أبو علي الفارسي:(الظلل جمع ظلة، مثل غرفة وغرف، والظلال يجوز أن يكون جمع ظلة أيضًا كعبلة وعلاب، [وجفرة] (٣) وجفار، وبرمة وبرام. ويجوز أن يكون جمع ظلل) (٤).
قال أبو عبيدة في هذه الآية:(في ظلال واحدها ظلة والجمع الظلل، وهو الكن لا يصحوا، وقال: الأرائك واحدها أريكة، وهي الفرش في الحجال، وأنشد قول ذي الرمة:
حدود جفت في السير حتى كأنما ... يباشرن بالمعزاء مس الأرائك (٥)) (٦)
(١) قال هناك: الظُلل: جمع ظلة مثل: هلة وهُللَ والظُلة: ما يستظل به من الشمس ويسمى السحاب ظلة؛ لأنه يستظل بها، منه قوله: {عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ} أرد غيمًا تحت سموم. (٢) عند الآية (٣١)، وهي قوله تعالى: {أُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا}. (٣) ما بين المعقوفين طمس في (أ)، والجفرة تأنيث جَفْر، وهو من أولاد الشاء إذا عظم وفصل عن أمه "اللسان"٤/ ١٤٢. (٤) "الحجة" ٦/ ٤٣ - ٤٤ (٥) البيت من الطويل, وهو لذي الرمة في "شرح ديوانه" ٣/ ١٧٢٩، "مجاز القرآن" ١/ ٤٠١، ٢/ ١٦٤. ومعنى البيت: جفت في السير: أي لم تطمئن فيه، والأرائك: جح أريكة وهي الأسرة، والمعزاء: أرض غليظة ذات حصى. يقول: كأنهن إذا وقعّن على المعزاء وجدن بها مس الأرائك من التعب والإعياء. "ديوان ذي الرمة" شرح أبي نصر الباهلي ص ١٧٢٩. (٦) "مجاز القرآن" ٢/ ١٦٤.