الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ، وَتَابِعِي التَّابِعِينَ وَمَنْ بَعْدَهُمْ، وَجَمَاعَةٍ مِنْ حُفَّاظِ الحَدِيثِ الوَرِعِينَ، وَجَمَاعَةٍ مِنْ صَالِحِي أَصْبَهَانَ، وَخَتَمَهُمْ بِتَرَاجِمِ ثَلَاثَةٍ مِنَ العُلَمَاءِ: أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ بْنِ مَنْدَه (ت: ٣٩٥ هـ) وَالحَافِظُ أَبُو مَنْصُورٍ مَعْمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الأَصْبَهَانِيُّ (ت: ٤١٨ هـ)، وَآخِرُهُمْ وَالِدُهُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الفَضْلِ (ت: ٤٩١ هـ) ﵏ أَجْمَعِينَ، قَالَ ﵀: "وَحِينَ أَرَدْتُ أَنْ أَخْتِمَ الكِتَابَ، تَأَمَّلْتُ فِي أَحْوَالِ القَوْمِ … فَخَتَمْتُ الكِتَابَ بِهَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةِ جَمِيعًا، فَلَمْ أَرَ بَعْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِ مَنْ يُقَارِبُهُ فِي الحِفْظِ وَالإِتْقَانِ، وَلَا مِثْلَ أَبِي مَنْصُورٍ مَعْمَرٍ فِي الزُّهْدِ وَقُوَّةِ الحَالِ، وَلَا مِثْلَ وَالِدِي فِي الوَرَعِ وَالأَمَانَةِ، فَجَمَعْتُ بَيْنَهُمْ، وَخَتَمْتُ الكِتَابَ بِذِكْرِهِمْ" (١).
وَقَدْ سَلَكَ ﵀ فِي عَرْضِ مَادَّتِهِ العِلْمِيَّةِ الاخْتِصَارَ، فَحَذَفَ كَثِيرًا مِنَ الأَسَانِيدِ تَخْفِيفًا، وَسَارَ فِيهِ عَلَى التَّرْتِيبِ الزَّمَنِيِّ، كَمَا رَاعَى التَّرْتِيبَ الهِجَائِيَّ فِي عَرْضِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَتَابِعِي التَّابِعِينَ فِي إِحْدَى وَعِشْرِينَ طَبَقَةً (٢).
وَالْكِتَابُ حُقِّقَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ:
- فَقَدْ قَدَّمَهُ الطَّالِبُ: عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الفريج لِرِسَالَةِ المَاجِسْتِيرِ بِالجَامِعَةِ الإِسْلَامِيَّةِ بالمَدِينَةِ الْمُنَوَّرَةِ.
- ثُمَّ طُبعَ مَرَّةً ثَانِيَةً بِعِنَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَنِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، وَطَارِقِ بْنِ فَتْحِي السَّيِّدِ فِي مُجَلَّدٍ وَاحِدٍ، وَنَشَرَتْهُ دَارُ الكُتُبِ العِلْمِيَّةُ، بَيْرُوتَ،
(١) سير السلف الصالحين (١/ ٥ - ٦).(٢) من مُقَدِّمَة د. كَرَم بن حِلْمِي لِكِتَاب سِيَرِ السَّلَف الصَّالحين: (١/ ١٨٢).
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute