قوله:{إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ}(٥) يريد: أصفياءَهُ والمُخْتَارِينَ من عباده، كما يقال: إنّ العلماء (٦) عند السُّلطان بالمكان الرّفيع والمنزلة العالية.
ويجوز أنّ يكون أراد به الموضع الّذي لا حُكْمَ فيه لأحَدٍ إلَّا لله.
ويجوز {عِنْدَ رَبِّكَ} بمعنى: في ملك (٧) ربِّك، كما تقول العرب: عندي من الخيل والمال كذا، يريد به: في مُلْكِي وفي قبضَتي (٨)، وذكر الملائكة بذلك لعُلُوِّ شأنهم.
الآية السّادسة:
قوله:{إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا} الآية (٩)، وقوله:{إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا} الآية (١٠). قال علماؤنا: المَعيَّةُ في كتاب الله تنطلقُ على أربعة عشر وجهاً، ولم يرد مولانا سبحانه أنّه معهم من حيثُ المُجَامَعَةُ والمُرَافَقَةُ، وإنّما أراد من حيثُ العلمُ والإحاطةُ والرِّعَايَةُ لهم.