١٧١٨- وعليك بالعزلة، فهي أصل كل خيرٍ، واحذر من جليس السوء، وليكن جلساؤك الكتب، والنظر في سير السلف.
١٧١٩- ولا تشتغل بعلم حتى تحكم ما قبله، وتلمح سير الكاملين في العلم والعمل، ولا تقنع بالدون، فقد قال الشاعر١:
ولم أر في عيوب الناس شَيْئًا ... كنقص القادرين على التَّمَامِ
١٧٢٠- واعلم أن العلم يرفع الأراذل؛ فقد كان خلق كثير من العلماء لا نسب لهم يذكر، ولا صورة تستحسن.
١٧٢١- وكان عطاء بن أبي رباح٢ أسود اللون، مستوحش الخلقة، وجاء إليه سليمان بن عبد الملك -وهو خليفة- ومعه ولداه٣، فجلسوا يسألونه عن المناسك،
١ المتنبي، ديوانه ص "٤٧٦". ٢ أبو محمد القرشي الجمحي مولاهم، ولد في الجند باليمن، ونشأ بمكة، وكان من أوعية العلم، حتى صار شيخ الإسلام ومفتي الحرم، توفي سنة "١١٤هـ". ٣ في م: ولده.