١٠٦٨- رأيت جماعة من الخلق يتعللون بالأقدار، فيقول قائلهم: إن وفقت، فعلت!
وهذا تعلل بارد١، ودفع للأمر بالراح٢، وهو يشير إلى رد أقوال الأنبياء والشرائع جميعها؛ فإنه لو قال كافر للرسول: إن وفقني، أسلمت! لم يجبه إلا بضرب العنق.
وهذا من جنس قول الناس٣ لعلي رضي الله عنه: ندعوك إلى كتاب الله. فقال: كلمة حق أريد بها باطل، وكذلك قول الممتنعين عن الصدقة:{أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ}"يس: ٤٧"!
١٠٦٩- ولعمري إن التوفيق أصل الفعل، ولكن التوفيق أمر خفي، والخطاب بالفعل أمر جلي، فلا ينبغي أن يتشاغل عن الجلي بذكر الخفي.
١ بارد: سخيف. ٢ أي: باليد، وهو الدفع الضعيف. ٣ قال رضي الله عنه ذلك للخوارج الذين عارضوه في التحكيم يوم صفين.