٢٨ من أحب تصفية الأحوال١، فليجتهد في تصفية الأعمال، قال الله عز وجل:{وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا}"الجن:١٩".
وقال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروي، عن ربه عز وجل:"لو أنَّ عبادي أطاعوني، لسقيتهم المطر بالليل، وأطلعت عليهم الشمس بالنهار، ولم أسمعهم صوت الرعد" ٢.
وقال صلى الله عليه سلم:"البِرُّ لا يَبْلَى، والإثْمُ لا يُنْسَى، والديان لا ينام، وكما تدين تدان" ٣.
وقال أبو سليمان الداراني٤: من صَفَّى، صُفِّيَ له، ومن كدر، كدر عليه، ومن أحسن في ليله، كوفئ في نهاره، ومن أحسن في نهاره، كوفئ في ليله.
وكان شيخ يدور في المجالس ويقول: من سره أن تدوم له العافية، فليتق الله -عز وجل.
وكان الفضيل بن عياض٥ يقول: إني لأعصي الله، فأعرف ذلك في خلق دابتي وجاريتي.
٢٩ واعلم -وفقك الله- أنه لا يحس بضربةٍ مبنج٦؛ وإنما يعرف الزيادة من النقصان المحاسب لنفسه.
١ الأحوال: أحوال النفس. ٢ رواه أحمد "٢/ ٣٥٩" والحاكم "٤/ ٢٥٦" وفي سنده صدقة بن موسى، قال الذهبي: ضعفوه ضعيف. ٣ رواه عبد الرازق "٢٠٢٦٢" مرسلًا عن أبي قلابة، وأحمد في الزهد ص "١٠٠" وابن أبي شيبة "٣٤٥٦٩" موقوفًا على أبي الدرداء ضعيف. ٤ عبد الرحمن بن أحمد بن عطية العنسي المذحجي، زاهد مشهور، من أهل داريا بغوطة دمشق، وتوفي ببلده سنة "٢١٥هـ". ٥ أبو علي التميمي الخراساني "١٠٥-١٨٧هـ" الإمام العابد الزاهد، شيخ الحرم المكي. ٦ مبنّج: خدر بالبنج، وهو نبات مخدر من الفصيلة الباذنجانية.