وَقَابَلَهَا الرِّيحُ في دَنّها … وصلى على دَنّها وارتسم (٣)
أي دعا لها: ألا تَحْمَضَ ولا تَفْسُد (٤). وجاءت تسمية الصلاة الشرعية مأخوذة من هذا الأصل اللغوي، قال ابن جرير الطبري ﵀:"وأرى أن الصلاة المفروضة سميت صلاة، لأن المصلي متعرض لاستنجاح طلبته من ثواب الله بعمله مع ما يسأل ربه فيها من حاجاته - تعرضَ الداعي بدعائه ربه - استنجاح حاجاته وسؤله"(٥). وقال شيخ الإسلام ﵀:
"إن الصلاة الشرعية هي دعاء كلها فإن الدعاء هو قصد المدعو تارة لذاته وتارة لمسألته أمرًا منه وهذا كالشخص يدعو غيره ويطلبه ويقصده
(١) ديوان الأعشى ص: ١٨٦، زمزم المغني: ترنم، الرواية في الديوان ما برح. (٢): ديوان الأعشى: ١٠٥ - ١٠٦. وبعد البيت الأول قوله: واستشفَعَتْ من سَرَاةِ الحي ذَا شَرَفٍ … فقد عصاها أبوها والذي شفعا مهلًا بني فإن المرء يبعثه … هَمٌّ إذا خالط الهيزوم والضلعا عليك مثل الذي … إلخ. (٣) ديوان الأعشى ص: ١٩٦، ارتسم الرجل: كبر ودعا، والارتسام: التكبير والتعوذ. اهـ. اللسان: ٣/ ١٦٤٦ مادة رسم. (٤) تهذيب اللغة: ١٢/ ٢٣٧. (٥) جامع البيان: ١/ ١٠٤، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير: ١/ ٤٢.