وكان يحيى بن يعمر ينطق بالعربية المحضة واللّغة الفصحى طبيعة فيه غير تكلّف.
وقال لرجل خاصمته امرأته إليه، فأنكر دعواها، وتلجلج ما بين الإقرار والإنكار: أأنّ سألتك ثمن شكرها وشبرك أنشأت تطلّها وتضهلها [١].
وقال عيسى بن عمر: تخاصم رجلان إلى بن يعمر، فقال أحدهما: أصلحك الله! إنه باعنى غلاما بيّاقا. فقال يحيى: لو قلت «أبوقا» ما كان عليك! قال أبو حاتم: هذا الصواب، يقال: رجل أبوق، وأباق، وآبق.
وقال خالد الحذاء [٢]: كان لابن سيرين مصحف منقوط، نقطه يحيى إن يعمر.
وحكى ابن دريد أن يحيى بن يعمر اشترى جارية خراسانية ضخمة، ودخل عليه أصحابه، فسألوه عنها، فقال: نعم المطّخة [٣].
توفّى بخراسان سنة تسع [وعشرين [٤]] ومائة في أيام مروان بن محمد.
[١] الخبر في مراتب النحويين ٢٥، ٢٦. قال أبو الطيب: فى شرحه: فالشبر النكاح. وجاء فى الحديث أنه نهى عن شبر الفحل، يريد ثواب الفحلة- والشكر: البضع، قال ابن الأعرابى: شكر المرأة: فرجها؛ وأنشد لأبى شهاب الهذلىّ: صناع بإشفاها، حصان بشكرها ... جواد بقوت البطن، والعرق زاخر أراد بإشفاها طرفها. وقوت البطن: الحديث، لأنه يخرج من الجوف؛ يقول: فإن رمت غير ذلك وجدت عفافا، وقوله: «والعرق زاخر»، أى مرتفع، يصفها بالشرف. وقول يحيى بن يعمر: «تطلها يريد تمطلها. تضهلها، أى تقتر وتضيق عليها. [٢] هو خالد بن مهران المجاشعى، أو القرشى، أو الخزاعى مولاهم، الحذاء. يروى عن أبى عثمان النهدى، وعنه ابن سيرين وشعبة قال ابن سعد: لم يكن حذاء، بل كان يجلس إليهم. مات سنة ٢٤١. [٣] الطخ، كناية عن النكاح، والخبر في اللسان «طخخ». [٤] زيادة يقتضيها السياق.