ممّا بين الحسن والحسين ومحمد صلى الله عليه وسلم، قال: ما اراك إلا وقد خرجت [١]، والله لقد قرأتها وما علمت بها قطّ. ثم قال له: أين ولدت؟ قال: بالبصرة، قال: وأين نشأت؟ قال: بخراسان، قال: فهذه العربية أنى لك هى؟ قال:
رزق، قال: خبّرنى عنّى هل ألحن؟ فسكت، قال: أقسمت عليك! فقال:
إمّا إذ سألتنى أيّها الأمير، فإنك ترفع ما يوضع، وتضع ما يرفع، قال: ذلك والله اللحن السّيّئ [٢].
وقيل إنه قال له: تلحن في حروف، قال: فأين؟ قال: فى القرآن، قال:
ذاك أشنع له، ما هو؟ قال: تقول: (قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكُمْ وَأَبْناؤُكُمْ.)
إلى قوله:(أَحَبَّ إِلَيْكُمْ [٣])
، تقرؤها بالرفع قال: لا جرم! لا تسمع لى لحنا، فألحقه بخراسان، وفيها يزيد بن المهلب [٤].
وكتب يزيد بن المهلب إلى الحجاج من خراسان:«إنّا لقينا العدوّ، فاضطررناهم إلى عرعرة الجبل، ونحن بحضيضه [٥]».
فقال الحجاج: ما لابن المهلّب ولهذا الكلام! قيل: إنّ ابن يعمر هناك، قال:[ذاك [٦]] إذا.
[١] بعدها في ابن خلكان: «وهذا من الاستنباطات الغربية فلله دره! ما أحسن ما استخرج، وأدق ما استنبط!. [٢] الخبر في ابن خلكان ٢: ٢٢٧، وبعده هناك: «ثم كتب إلى قتيبة: إذا جاءك كتابى هذا فاجعل يحيى به يعمر على قضائك. والسلام». [٣] سورة التوبة ٢٤. [٤] يزيد بن المهلب، تقدمت ترجمة في حواشى الجزء الثالث ٢٢٩. [٥] عرعرة الجبل: أعلاء، وحضيضه: أسفله. [٦] من نزهة الألباء.