وله نظم ويقترح فيه لغة؛ بلغنى أنّه أنشد الشّيخ تقىّ الدّين القشيرىّ قصيدة، فقال له: هذه اللغة جمعتها من الكوم .. ؟!
وكان يدّعى [أنّه] يحصر دخان المعصرة كم يجئ من قنطار قند (١) … ؟! والإردب السمسم كم حبّة … ؟! وأنّه بال فى النّيل فزاد … !، وأنّه طلع إلى برباة أدفو وكسر التّتار … !
رأيته مرّات، وتوفّى ببلده سنة أربع وتسعين (٢) وستّمائة، ووقفت له على مسائل جمعها بخطّه، منها:
«أيجوز بيع الجياد من الخيل الأعوجيّة بلحوم الإبل المهرية؟ قال: والجواب:
لا حرج على من يقوله، أحلّه الله ورسوله، قال: الجياد: جمع جيد (٣)، وهو العنق، والخيل الأعوجيّة: منسوبة إلى أعوج، فحل كريم كان لبنى هلال بن عامر، والمهريّة:
من نتاج إبل مهرة، قبيلة (٤) من قضاعة».
«ومنها:(٥)
أيجب فى العلس (٦) زكاة إذا بلغت خمسة أوسق أو أكثر منها؟
(١) القند- بفتح وسكون- فارسى معرب: عسل قصب السكر، أو عصارته إذا جمد؛ انظر: الصحاح/ ٥٢٥، والمعرب/ ٢٦١، واللسان ٣/ ٣٦٨، والقاموس ١/ ٣٣٠، وشفاء الغليل/ ١٧٩. (٢) فى س: «أربع وسبعين». (٣) هذا خطأ؛ فالجياد جمع جواد، أما الجيد- العنق- فجمعه أجياد وجيود؛ انظر: الصحاح/ ٤٥٨ و ٤٥٩، واللسان ٣/ ١٣٦ و ١٣٩، والقاموس ١/ ٢٨٥. (٤) قبيلة «مهرة» منسوبة إلى مهرة بن حيدان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة من القحطانية، كانوا يقيمون باليمن، تنسب إليهم الإبل المهرية؛ انظر: معجم قبائل العرب/ ١١٥١. (٥) انظر أيضا: حياة الحيوان للدميرى ٢/ ١٧٢. (٦) العلس- بالتحريك-: القراد الضخم؛ انظر فيما يتعلق به حيوان الجاحظ- فى مواضع متفرقة؛ انظرها فى ٧/ ٣٤٦؛ وانظر: الصحاح/ ٩٤٩، واللسان ٦/ ١٤٦، والدميرى ٢/ ١٧٢، والقاموس ٢/ ٢٣٢.