محاسنه قد صيّرت باشتهارها … محاسن أملاك الورى كالمعائب
فما الوعد منه بالطّويل ولا ترى … مداه على حاليه بالمتقارب
وكم حقب أثنت عليه نواطقا … فما رضيت فيه ثناء الحقائب
أياد سمت أثارها السّحب فاغتدت … تعاب إذا ما شبّهت بالسّحائب
سيوف إذا سلّت سجدن رءوسهم … لآثار خيل شبّهت بالمحارب
/ قال: وأخبرنى أنّه كان ببغداد فخرج للشّعراء من عند «المنتصر» ذهب على أيدى الحجّاب، ولم يخرج إليه شئ، فكتب إليه:
لمّا مدحت الإمام أرجو … ما نال غيرى من المواهب
أجدت فى مدحه ولكن … عدت لجدّى العثور خائب
فقال لى مادحوه لمّا … فازوا وما فزت بالرّغائب
لم أنت فينا بغير عين … قلت لأنّى بغير حاجب
وأنشد له أيضا:
وعلق نفيس تعلّقته … فزار على خلوة وارتياع
ولم يبق فى المرد إلّا كما … يقال على أكلة والوداع (١)
فعاجلته عن دخول الكنيف … بشحّ مطاع ورأى مضاع
فغرّقنى منه نوء البطين … وروّاه منّى نوء الذّراع
قال: وصيّره «النّاصر» (٢) جنديّا فقال: «كنت كاتبا جيّدا فصرت جنديّا رديئا،
(١) فى هامش التيمورية:
وعلق تعلقته بعد ما … غدا من سقطات المتاع
ولم يبق فيه على ما يقال … شئ سوى أكلة والوداع
(٢) هو الناصر داود بن المعظم عيسى.