روى عنه السّلفىّ شيئا من شعره، وقال محمد بن عيسى اليمنىّ (١): كان الرّشيد أستاذى فى الهندسة.
أنشد له العماد فى الخريدة (٢) / قوله:
إذا ما نبت بالحرّ دار يودّها … ولم يرتحل عنها فليس بذى حزم
وهبه بها صبّا ألم يدر أنّه (٣) … سيزعجه عنها الحمام (٤) على رغم
ولم تكن (٥) الدّنيا تضيق على فتى … يرى الموت خيرا من مقام على هضم
وأنشد له أيضا:
لئن خاب ظنّى فى رجائك بعد ما … ظننت بأنّى قد ظفرت بمنصف
فإنّك قد قلّدتنى كلّ منّة … ملكت بها شكرى لدى كلّ موقف
لأنّك قد حذّرتنى كلّ صاحب … وأعلمتنى أن ليس فى الأرض من يفى
وله قصيدة يمدح بها ابن فريج (٦)، منها:
[ولمّا تناءت (٧) أرضنا وديارنا … وخان زمان ناقض العهد غدّار
كفانا معالى كلّ أمر أهمّنا … وحكّمنا فيما نحبّ ونختار
وأنزلنا من ربعه الرّحب حسنه … يفيض بها من رحب كفّيه أنهار
لنعم الذّرى يلقى به الجار رحبه … إذا ما نبت بالجار عن أهله الدّار
فظلنا كأنّا نازلون بأهلنا … ولم تنأ أوطان علينا وأوطار]
(١) فى جميع أصول الطالع: «محمد بن عيسى التميمى»، وهو تحريف صوابه «اليمنى» كما ورد فى الخريدة وابن خلكان، وهو مهندس فاضل، ورد بغداد سنة ٥٥٠ هـ، انظر: عمارة اليمنى: النكت المصرية/ ٥٦٦.
(٢) انظر: الخريدة ١/ ٢٠٠.
(٣) كذا فى أصول الطالع وابن خلكان، وفى الخريدة: «أنها».
(٤) فى الخريدة وابن خلكان: «منها».
(٥) ورد فى الخريدة قبل هذا البيت:
ولولا الأجل الكامل الملك أرقلت … بى العبس فى البيداء والسفن فى اليم
(٦) فى ا و ب: «ابن قريح».
(٧) انفردت التيمورية برواية هذه الأبيات الخمسة التى سقطت من بقية النسخ.