وافى مشرّفك الكريم وقد حوى … لطف النّسيم وغلظة الإعصار
مزجت من الأضداد (١) فحواه فبر … د الماء ملتئم بحرّ النّار
وجلا من السّحر الحلال عرائسا (٢) … جليت على الأفهام بالأبصار
فقر تروق على النّسيم لطافة … وحلاوة طيف الخيال السّارى
كالجوهر المنضود إلّا أنّه … ولها العلا من جملة الأحجار
ألفاظها راقت فقلنا روضة … غنّاء قد ضحكت عن الأزهار
فسبت معانيها العقول بما حوت … طربا فقيل سلافة الخمّار
أما ومجدك إنّه قسم إذا … ما أنصفوه معظّم المقدار
لقد استطار النّوم من عينى بما … أبديت من حرق ومن أكدار
وأحال (٣) أضغاثا تقادم عهدها … فى القلب رحمى واضح الأعذار
وأجاب إذ ناديته من بعد ما اس … تيأست من ودّى أبا المغوار
فأجبت بالإضراب (٤) عمّا قد مضى … وحذار من ذكراه ثمّ حذار
/ فهى القلوب إذا صفت ثبتت على ال … إخلاص فى الإعلان والإسرار
وإذا ألّم ببعضها دخل (٥) سرى … لسواه فى الإيراد والإصدار
لك من ضميرى شاهد عدل على … عتب الصّديق مصحّح الأخبار
من كنت تخلصه الوداد فمخلص … فيه ومن داريته فمدارى
(١) فى س: «من الأعداء»، وفى تاريخ ابن الفرات: «نزحت من الأضداد» وهو تحريف.
(٢) كذا فى نسختى ا و ب، وفى بقية الأصول ومعها ابن الفرات:
«وبه من السحر الحلال عرائس»
(٣) فى س: «وأجال أضعافا»، وفى ابن الفرات: «وأخال» وكل ذلك خطأ.
(٤) فى التيمورية والنسختين ا و ج، وتاريخ ابن الفرات: «بالإعراب» وهو تحريف.
(٥) كذا فى س، وهو أيضا رواية النسختين ج والتيمورية، وفى بقية الأصول:
«وإذا ألم ببعضها ألم».
والدخل: الفساد فى عقل أو جسم؛ انظر: القاموس ٣/ ٣٧٥.