وأكبر دليل على ذلك أنهم طلبوا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يريهم آية على نبوته، لم يفعلوا ذلك لكي يؤمنوا؛ وإنما فعلوا ذلك خديعة وحيلة ومكراً واستكباراً.
قال أنس - رضي الله عنه -: سأل أهل مكة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - آيةً فأراهم انشقاق القمر فنزلت: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (١) وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ (٢)} [القمر: ١ - ٢](١).
وعن جبير بن مطعم - رضي الله عنه - قال: انشق القمر على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصار فرقتين: فرقة على هذا الجبل، وفرقة على هذا الجبل فقالوا: سحرنا محمَّد" (٢).
وعن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: انشق القمر على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال لنا النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اشهدوا" (٣).
ومع ذلك يطلبون من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الآيات إعجازاً منهم لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قالت قريش للنبي - صلى الله عليه وسلم -: ادع لنا ربك يصبح لنا الصفا ذهباً ونؤمن بك، قال: "وتفعلوا؟ " قالوا: نعم، قال: